فنيات اللإرشاد الفردي
هناك العديد من فنيات الإرشاد الفردي التي ينبغي على المرشد استعمالها أثناء التعامل مع المشاكل الفردية. وسنوضح فيما يلي عرضاً لأهم هذه الفنيات:
أولاً:
الإصغاء الفعال:
يعتبر الإصغاء أساس عملية الإرشاد كلها ويلعب الإصغاء دوراً أساسياً في المقابلة الإرشادية، وهو مهم في بداية كل مقابلة، وهو مهم لكل الاستجابات والفنيات الأخرى في الإرشاد.
والإصغاء هو الانتباه الكامل للمتحدث مع متابعة ما يحدث من اتصال بنوعيه اللفظي وغير اللفظي، والتقاط ما وراء كلمات المتحدث. ولكي توصل لشخص ما انك مصغٍ له عليك ان تراعي :-
1- الإتصال البصري: إذا أردت التحدث للناس عليك النظر إليهم.
2- لغة الجسم المنتبه: يكون كامل جسمك مواجهاً للشخص الذي تتحدث معه، ومائلاً للأمام قليلاً، ويكون وجهك معبراً مستخدماً إيماءات مشجعة على الاسترسال في الحديث.
3- الصفات الصوتية: تشير إلى نبرة صوتك وسرعة تحدثك وطبيعة مشاعرك تجاه شخص آخر.
4- الناحية اللفظية:أي الالتزام بموضوع الحديث وعدم تغيير الموضوع.
وقد أكد الباحثون على أهمية الإصغاء الفعال بين الأزواج وضرورة تدريبهم على الإصغاء بشكل جيد أثناء المناقشات أو حل الصراعات.
ويسهم الإصغاء الفعال في بناء علاقة جيدة مع الآخرين وبناء إحساس المتحدث بذاته. ويسهم الإصغاء في معرفة الكثير من الجوانب عن حياة المسترشد )مفهومه عن نفسه، والآخرين، والعالم من حوله(
ويشمل الإصغاء الحواس الرئيسية الثلاث: البصر، والسمع، والخبرات اللمسية، ومن المعتاد ان تسمع من المرشد كلمات تعبر عن الحواس مثل: واضح، انظر، يظهر، يبدو، أشعر، أحس، أسمع، اخبر، أنصت، أمسك، ألمس.
أنواع استجابات الإصغاء:
تشتمل استجابات الإصغاء على أربعة أنواع من الاستجابات هي:
1- الإستيضاح:Clarification
يعبر المسترشد عن مشكلته من إطاره المرجعي الخاص به، وهذا قد يؤدي لأن تكون رسائله للمرشد غامضة أو غير واضحة ومشوشة. ويظهر ذلك على شكل استخدام المسترشد لضمير الجمع مثل: نحن، أو هم، أو استخدام كلمات مبهمة مثل: انت تعرف، أو كلمات ذات معاني مزدوجة.
وعندما يكون المرشد غير متأكد من معنى الرسالة فإن الإستيضاح حولها سيساعد في التأكد مما يعنيه المسترشد.
والإستيضاح: هو ان يطلب المرشد من المسترشد ان يوضح عبارة تبدو للمرشد غامضة أو مبهمة، ويكون الإستيضاح عادة على شكل سؤال يوجهه المرشد للمسترشد مثل:
هل تعني ان .........................؟
هل تقصد ان تقول ...................؟
هل يمكن ان توضح ذلك .............؟
هل تحأول ان تصف لي ذلك .........؟
مثال1:
المسترشد: أشعر بأن أي خطوة أخطوها لرفع مستواي الدراسي في اللغة الإنجليزية لا فائدة منها .
المرشد: هل تقصد أن أي اجراء تتخذه لرفع تحصيلك لا ينجح؟هل يمكن أن توضح الخطوات التي اتخذتها مسبقا؟
مثال2:
المسترشد:أنا متهور بشكل كبير ،لقد ضاعت كل الفرص من أمامي.
المرشد: أنا أقدر ضيقك ولكن هل أوضحت لي ماذا تعني بكلمة متهور؟
مثال3: أنا منزعج من هذه المدرسة وأتمني لو تنتهي السنة الدراسية بسرعة.
المرشد: ما الأشياء التي تزعجك في المدرسة لهذا الحد؟
مثال4:
المسترشد:أموري مع أهلي غير جيدة ،وعلاقتي مع الأساتذة بالمدرسة سيئة ومواد الدراسة صعبة.
المرشد:كأنني سمعتك تقول أن أمورك في المدرسة والبيت ليست علي ما يرام ،ممكن أن توضح لي أكثر.
يهدف الإستيضاح لما يلي:
• جعل الرسالة التي صدرت عن المسترشد واضحة وصريحة.
• التحقق مما سمعه المرشد في رسالة المسترشد.
• التأكد من إدراكات المرشد حول الرسالة.
وحتى يقوم المرشد بالإستيضاح عليه ان يمر بالمراحل التالية:
1-التعرف على المحتوى اللفظي وغير اللفظي لرسالة المسترشد(ماذا أخبرنا المسترشد).
2-معرفة فيما إذا كان هناك أجزاء غامضة أو مبهمة في الرسالة تحتاج لاستيضاح.
3-على المرشد ان يقرر ما هي العبارة المناسبة التي سيبدأ بها الاستيضاح (أي السؤال).
هل يمكنك وصف ................؟
هل يمكن توضيح ................؟
هل تقصد ان تقول ...............؟
4- التعرف على فاعلية الإستيضاح الذي يقوم به المرشد من خلال مراقبة استجابات المسترشد.
2-إعادة الصياغة Paraphrase أو عكس المحتوي
إعادة صياغة الجانب الخاص بمحتوى الرسالة الذي يصف موقفاً، أو شخصاً، أو فكرة، ولا يقصد به الإعادة الحرفية لكلام المتحدث المسترشد.
فيقوم المرشد بإعادة صياغة الكلمات والأفكار الأساسية للمسترشد وهو يشتمل على الإنتباه الانتقائي الموجه نحو الجانب المعرفي من رسالة المسترشد، مع ترجمة الأفكار الأساسية بكلمات من عند المرشد.حيث تقود إعادة الصياغة بكلمات جديدة إلى المناقشة، و الفهم، والإسترسال في الحديث والمناقشات من جانب المسترشد. ومما يسهم في ذلك تركيز المرشد على الأفكار الأساسية لدى المسترشد، وكذلك الكلمات الأكثر أهمية لديه عند إعادة الصياغة.
مثال1:
المسترشد:إن كل شئ قد اختلف معي ،الحياة تضيق أمامي ،لقد انفض عني الأصدقاء ،حتي المال لم يبقي عندي منه شئ.
المرشد:مع ذهاب الأصدقاء وضياع المال،ليس أمامك شئ يمكنك القيام به الآن.
مثال2:
المسترشد:طالب متخرج في متوسط العمر إنه لوقت صعب بالنسبة لي أن أحاول العمل والاستمرار في الجامعة التي تخرجت منها وقضاء وقت مع عائلتي ،أنا دائما أستمر في إخبار نفسي بأني سوف أهدأ يوما ما (تحدث في صوت هادئ)
المرشد: انه يبدو كأنك تملك وقتا صعبا في الموازنة بين كل التزاماتك ،أو هناك الكثير من المتطلبات في وقتك الحالي لغاية الآن.
مثال3:
مسترشد):انا أعرف ان بقائي في البيت خائف وأترقب ما سيحصل لي لن يفيد في حالة القلق التي أعاني منها.(
المرشد:انت على وعي انك بحاجة للخروج من حالة الخوف والترقب في المنزل حتى يقل القلق لديك.
تهدف إعادة الصياغة لـ:
1- يخبر المرشد المسترشد انه فهم رسالته.
2- تشجع المسترشد على المضي نحو فكرة رئيسية بشكل أعمق.
3- تساعد المسترشد في التركيز على موقف معين أو واقعة أو فكرة.
4- تساعد المسترشد على التوقف عن تكرار ذكر مشكلته.
5- تساعد المسترشد الذي هو بصدد اتخاذ قرار ان يصقل أفكاره.
6- تساعد المعالج عندما يكون هدفه التركيز على محتوى رسالة المسترشد وليس الجانب الانفعالي.
وتتم إعادة الصياغة بمراحل هي:
1- الإنتباه لرسالة المسترشد وإعادة قراءتها سراً من قبل المرشد.
2- التعرف على محتوى الرسالة من خلال سؤال ما هو الموقف الشخصي، الفكرة ، الموضوع الذي تناقشه هذه الرسالة.
3- اختيار بداية مناسبة لصياغة رسالة المسترشد وتكون مناسبة للعبارات التي استخدمها المسترشد(يبدو لي، يظهر لي، ...)
4- ترجمة المحتوى الرئيسي إلى كلمات خاصة بالمرشد، ثم يوجهها المرشد بصورة كلامية أو لفظية للمسترشد.
5- الحكم على إعادة الصياغة من خلال ملاحظة استجابة المسترشد.
مثال4:
المسترشد:من الصعب علي أن استمر في الجمع بين العمل والدراسة والاهتمام بشؤون أسرتي، إنني أقول لنفسي دائماً أني سأنهار فجأة في يوم من الأيام.
المرشد: يبدو لي وكأنك تجدين صعوبة في الموازنة بين التزاماتك حيث تزداد هذه الالتزامات بالنسبة للوقت المتاح لك حالياً.
3- عكس المشاعر: Reflection of feelings
وهو إعادة صياغة ولكن للجانب الانفعالي في رسالة المسترشد، أي عكس مشاعر المسترشد والإهتمام بها. وعادة ما يظهر الجزء الخاص بالمشاعر من خلال مشاعر المسترشد تجاه محتوى الرسالة
. مثلا: تقول المسترشدة: "انا متضايقة من كثرة الأعباء المنزلية. فكلمة متضايقة تدل على المشاعر والتضايق ناجم عن كثرة الأعباء المنزلية". وهو محتوى الرسالة.
مثال1: يقول أحمد: كل شيء قد اختلف معي، الحياة أصبحت صعبة، ابتعد أصدقائي عني حتى المال لم يعد موجوداً.
المرشد: مع ذهاب الأصدقاء و ضياع المال ليس أمامك شيء يمكنك القيام به.
(إعادة صياغة)
المرشد: انت تشعر بخيبة الأمل بسبب الظروف التي تمر بها الآن.
(عكس المشاعر)
نلاحظ من المثال السابق استخدام المرشد أثناء عكس المشاعر كلمة تعكس مشاعر المسترشد أحمد، وهي الملل الناتج عن الظروف الحاصلة.
مثال2:
المسترشد:يتحدث عن رسوب ابنه في امتحان الثانوية العامة وكيف أن هذا الرسوب أثر علي الوالد أكثر من الولد ،وكيف أنه أصبح لا ينام الليل جراء ذلك ،وأنه تحدث عن ولده المصدوم بهذه النتيجة.
المرشد:أنت تشعر بقلق شديد علي ولدك بسبب رسوبه في الامتحان وكيف أن هذا الفشل أثر عليك أكثر من ولدك.
مثال3:
المسترشد:لقد رسبت في امتحاناتي لقد حققت أقل مما كنت أتمني ،لقد أعلنت في رغبتي في ترك المدرسة كم أنا فاشل ...
المرشد:أنت تشعر بالحزن الشديد علي رسوبك في الامتحان والذي جاء غير ما تتمني .
تهدف استجابة عكس المشاعر لـ:
1- تساعد المسترشد على الشعور انه مفهوم من قبل المرشد.
2- يشجع عكس المشاعر على التعبير بالمشاعر الإيجابية أو السلبية نحو أشخاص أو مواقف أخرى.
3-يساعد عكس المشاعر المسترشد في التعرف على مشاعره.
4- يساعد عكس المشاعر المسترشد على التعبير بدقة عن المشاعر المختلفة.
5-يساعد عكس المشاعر المسترشد الذي لديه مشاعر متباينة تجاه الإرشاد على تقبل الإرشاد، فمن خلال عكس المرشد لمشاعره، يشعر المسترشد بفهم مشاعره، وبالتالي يقلل من حدة الغضب لديه، ويصبح أكثر استقبالاً للإرشاد.
خطوات عكس المشاعر: يسير عكس المشاعر وفق خطوات هي:
1-الإصغاء لكلمات المشاعر في الرسالة وهي عادة تقع في المجالات التالية: الغضب، والخوف، وعدم التأكد، والحزن، والسعادة، والقدرة، والضعف. وان معرفة هذه المجالات يوسع المفردات حول المشاعر التي يستخدمها المرشد، ويسهل عليه فهم تعبيرات المسترشد.
2-مراقبة السلوك غير اللفظي المرافق للرسالة اللفظية الصادرة من المسترشد (الصوت، حركات الجسم، ....).
3- عكس المشاعر مرة أخرى للمسترشد في صورة أخرى ويعتبر اختيار التعبيرات المناسبة أمراً هاماً يعود لمهارة المرشد.
4-بدء استجابة عكس المشاعر بداية مناسبة لتعبيرات المسترشد.
• يظهر انك غاضب الآن(بصري)
• تبدو كما لو كنت غاضباً الآن(بصري)
• من الواضح لي انك غاضب الآن( بصري)
• سمعتك تذكر انك غاضب الآن(سمعي)
• استطيع أن ألمس انك غاضب الآن(اللمس)
5-إضافة الموقف الذي تحدث فيه المشاعر مع إعادة صياغة مختصرة.
6.التعرف على مدى فاعلية استجابة عكس المشاعر من خلال ملاحظة استجابة المسترشد.
مثال4:
المسترشدة: أنا لا أستطيع التفكير بشيء، دائماً أعمل في المنزل، أشعر ان حياتي بائسة وحزينة.
المرشد: أنت تشعرين بالتعاسة من كثرة الأعمال المنزلية.
الموقف هو الأعمال المنزلية) والمشاعر هي الحزن.(
التلخيص Summarization
ويقصد به الربط بين جانبين مختلفين أو أكثر من جوانب الرسالة، وإعادة صياغتها. حيث يتحدث المسترشد عن موضوعات خلال الجلسة الإرشادية وتتكرر هذه الموضوعات في حديث المسترشد، ويمكن للمرشد ان يتعرف عليها ويلتقطها من خلال الإصغاء لما يتكرر مرة تلو أخرى، ويركز المرشد على ذلك. ويمكن للمرشد ان يستجيب للموضوعات التي يطرحها المسترشد باستخدام استجابة التلخيص.
أهداف التلخيص:
1- الربط بين مجموعة من العناصر في رسائل المسترشد.
2- التعرف على موضوع مشترك يبدو واضحاً من عدة رسائل.
3-وسيلة لإيقاف استرسال المسترشد.
4- يعتبر التلخيص تهدئة للجلسة وفرصة لإلتقاط الأنفاس.
5- مراجعة التقدم الذي تم إحرازه في جلسة أو أكثر.
6-وسيلة هامة لإنهاء الجلسات وافتتاحها.
خطوات التلخيص:
يتطلب التلخيص الإهتمام بالرسائل اللفظية وغير اللفظية للمسترشد، ويشمل الخطوات التالية:
1-الإنتباه لرسالة أو رسائل المسترشد وإعادتها من قبل المرشد سراً مع نفسه.
2- التعرف على الموضوعات أو العناصر العديدة في هذه الرسائل، وماذا كرر المسترشد مرة تلو أخرى.
3- اختيار بداية مناسبة لإستجابة التلخيص، ويتم استخدام ضمير المخاطب في الرسالة "انت"، أو "يا أحمد....".
4-اختيار الكلمات التي ستستخدمها في الملخص الذي سيقدم.
5- تقييم استجابة التلخيص من خلال مراقبة وملاحظة استجابة المسترشد لها.
مثال:
مرشد يلخص جلسة مع مسترشد:"أستطيع ان أقول مما تم عرضه انك تشعر بأن زملاءك لا يحبونك، وأنهم يسخرون منك من وراء ظهرك، وان بعض من كانوا يضايقونك قد انفصلوا عنك".
مثال آخر علي التلخيص:
المسترشدة:أثور غيضا عندما تصفني الأستاذة بمتدنية المستوي،مع اني اجتهد كثيرا ودرجاتي معقولة.
المرشد:يبدو لي أن المعلمة قلقة عليك ومهتمة لمصلحتك الدراسية ولكنها تعبر عن اهتمامها بطريقة تغضبك، هل يمكنك إخبارها بأنك تقدرين اهتمامها لكنك ترغبين في أن يعبر عنه بطريقة ايجابية.
ثانياً :استجابات التأثير:
1- طرح الأسئلة:
يعد التساؤل جانباً هاماً في المقابلة وتتوقف فاعليته على نوع السؤال ومدى تكرار الأسئلة. ويتوقف مدى تقبل المسترشد للأسئلة أو شعوره بالانزعاج منها على مهارة المرشد.
وقد يقوم بعض المرشدين المبتدئين بطرح وابل من الأسئلة في مقابلاتهم مما يجعل المسترشد يشعر انه في موقف تحقيق وليس في بيئة آمنة، ويتم فهمه وقبوله. وتفيد الأسئلة عندما يمر المرشد والمسترشد بفترة صمت أو عندما يفقد المرشد الكلمات المناسبة. ويُسهم التساؤل في فتح آفاق جديدة للنقاش، وتساعد على كشف الذات والاستيضاح حول الأمور الهامة، وتسليط الضوء على أمور هامة.
وهناك نوعان من الأسئلة:-
الأسئلة المفتوحة: وهي أسئلة تسهل الحوار والنقاش، وتسهم في كشف الذات
وتصاغ الأسئلة المفتوحة بحيث تكون ذات نهاية مفتوحة بادئة بأدوات مثل: ماذا، كيف، متى، أين، ومن. وتتطلب الأسئلة المفتوحة الإجابة عليها بالتفصيل والشرح ولا يمكن الإجابة عليها بنعم أو لا. ويختار المرشد الأداة التي سيسأل بها حسب المعلومات التي يريدها مثل: السؤال بماذا عندما يريد المرشد من المسترشد الإجابة بحقائق ومعلومات، ويستخدم كيف لتكون الإجابة تعبر عن تتابعات، أو عمليات، أو انفعالات، متى، وأين، تعبران عن الوقت والمكان، ومن مرتبطة بالبشر.
تؤدي الأسئلة المفتوحة الأغراض التالية:-
1-بدء المقابلة مثل: "ماذا تريد ان نناقش اليوم".
2- تشجيع المسترشد على تقديم من المعلومات، مثال: "ماذا يمكنك ان تقول أيضاً حول هذا الموضوع".
3- التعرف على أفكار، أو مشاعر، أو سلوكات المسترشد مما يسهم في فهم المرشد للمشكلة.
مثال:
• بماذا تفكر في مثل هذا الموقف.
• بماذا تشعر بمثل هذا الموقف.
• ماذا تفعل بمثل هذا الموقف.
تنمية اتصال المرشد بالمسترشد من خلال دعوته للحديث عن طريق السؤال.
مثال:
المسترشد:أنا متضايق جدا من هذا المعلم .
المرشد: أنت تقول انك متضايق من المعلم(عكس محتوي)
المرشد:كيف تتضايق من المعلم ؟أو ماهي التصرفات التي تضايقك من المعلم ؟(سؤال مفتوح)
2-الأسئلة المغلقة :
وهي الأسئلة التي تتطلب إجابة محددة ومقيدة، وتظهر إذا احتاج المرشد حقيقة معينة أو إجابة محددة. وتبدأ بأدوات مثل: هل، ألم، أليس، أيمكنك، أظن، أعتقد. وتكون الإجابة على هذه الأسئلة عادة "بنعم، أو لا"، أو إجابة مختصرة. وتعتبر هذه الأسئلة أدوات هامة جداً في تحديد المشكلة، وفي إعداد المقاييس.
أمثلة على الأسئلة المغلقة:
• هل تقوم بالبحث عن وظيفة في الوقت الحاضر؟
• أيمكنك أن تقوم بهذا العمل لوحدك؟
• ألم تجد في المدرسة من تصاحبه؟
مثال:
المسترشد:أشعر أن وجودي في هذه المدرسة يجلب لي الهم والأمراض.
المرشد:أنت تقول أن سبب همك ومرضك هو وجودك في هذه المدرسة(عكس محتوي)
المرشد:من الشخص الذي يسبب لك الهم والضيق بالتحديد؟
تؤدي الأسئلة المغلقة الأغراض التالية:
1- تضييق مجال المناقشة.
2-الحصول على إجابة محددة. "هل لا زلت تعمل في نفس المصنع؟"
3-التعرف على مستويات المشكلة "هل لاحظت أي شيء يجعل المشكلة أحسن".
4- مقاطعة المسترشد الثرثار "هل تريد التركيز على علاقتك مع أخيك الذي تحدثت عنه قبل قليل؟"
خطوات استخدام الأسئلة:
1- حدد الغرض من السؤال.
2- بناءً على الغرض حدد أيها أكثر فائدة الأسئلة المفتوحة أم المغلقة.
3- تأكد أن الأسئلة تركز على ما يشغل المسترشد وليس ما تهتم به أنت.
4- قدر مدى فاعلية استخدام الأسئلة من خلال مدى تحقيق الأهداف من استخدامها.
مثال:
المسترشد: لقد كان ذلك المساء تعيساً بالنسبة لي، لقد كنت ذاهباً في زيارة لزميلي في المستشفى عندما تعطلت سيارتي.
المرشد: أنت تقول أن سيارتك تعطلت في المساء وانت ذاهب للمستشفي(عكس محتوي)
المرشد: من ستزور في المستشفى.؟
3- تقديم المعلومات: Information Giving
يحتاج المسترشد لان تزوده بمعلومات معينة فمثلاً المسترشد الذي أصيب بحالة إعاقة، يحتاج إلى تزويده بمعلومات عن فرص التأهيل الممكنة، والطالب الذي وصل لنهاية المرحلة الدراسية الثانوية بحاجة لإعطائه معلومات حول الفرص التعليمية المتاحة أمامه.
يعرف كورمير وكورمير (Cormier & Cormier, 1985) إعطاء المعلومات على انه الإتصال اللفظي الذي ينقل البيانات أو الحقائق حول الخبرات والوقائع والبدائل أو الناس.
يؤدي إعطاء المعلومات الأغراض التالية:
1-يعد إعطاء المعلومات مهماً عندما لا يعرف المسترشد الفرص والاختيارات المتاحة.
2- يساعد إعطاء المعلومات على تصحيح البيانات غير الصحيحة.
3-يساعد إعطاء المعلومات المسترشدين على تلخيص المشكلات والقضايا التي كانوا يتحاشونها.
4- يعد إعطاء المعلومات أمراً هاماً إذا كان المسترشد غير واعِ بالنتائج الممكنة لاختيار ما أو خطة أو موقف معين.
5-يعد إعطاء المعلومات أمراً هاماً في الحكم على الاختيارات والإجراءات المتاحة له خاصة عند اتخاذ القرارات.
ويجب ان يتم تقديم المعلومات بطريقة مخالفة لعملية تقديم النصيحة، وفيها يوصي الفرد من يستمع له بأن يتبع طريقاً معيناً، أو إجراء معين، أو يصف حلاً، بينما في تقديم المعلومات فيقوم المرشد بإعطاء معلومات حول موضوع ما، ويكون القرار النهائي للمسترشد.
متى تقدم المعلومات؟ وما هي المعلومات التي ستقدم؟ وكيف سيتم تقديم المعلومات؟
أسئلة هامة يطرحها المرشد على نفسه، ونطرحها نحن عليكم. وللإجابة عليها سنتناول كل سؤال لوحده.
مثال:طالبة في الصف الثاني عشر (بحته) تطمح بأن تلتحق ببعثة خارجيه لدراسة هندسة النانو ،وهي تخشي من أن لا توفق في الحصول علي البعثة وهي تخشي أيضا من الابتعاث للخارج بمعزل عن أهلها.
المسترشد:من المهم لك جدا الرجوع للموقع الالكتروني لوزارة التعليم العالي قسم البعثات الخارجية والذهاب للوزارة للحصول علي التعليمات اللازمة .كما لا بد أن تسألي عن تخصص هندسة النانو وأي الجامعات تعطي هذا التخصص، كما يمكنك زيارة جامعة السلطان قابوس حيث أنهم يهتمون في هذا التخصص وقد وفروا مقاعد للدراسات العليا والبحث فيه، كما يمكنك البحث في الشبكة العالمية عن معلومات تخص هذا التخصص ومجالات العمل فيه .
• متى تقدم المعلومات؟
تقدم المعلومات عندما يكون هناك حاجة لدى المسترشد لهذه المعلومات، أو عندما تكون المعلومات أو البيانات لديه ناقصة، أو غير صادقة، وغير واضحة، وهنا تكون لدى المسترشد حاجة للمعلومات ويجب ان تقدم المعلومات في الوقت المناسب الذي يحتاجه المسترشد لأنها إذا قدمت في غير وقتها تفقد أهميتها لدى المسترشد وقد يتجاهلها.
• ما هي المعلومات التي ستقدم؟
*-لا بد من تحديد المعلومات المفيدة والمناسبة للمسترشد وتكون المعلومات مفيدة عندما تكون غير متوافرة لدى المسترشد.
*-يجب ان تقدم المعلومات الأكثر أهمية في البداية حتى يتذكرها المسترشد أكثر.
*-على المرشد ان لا يفرض على المسترشد أنواعاً معينة من المعلومات.
• كيف تقدم المعلومات؟
*- يجب أن تناقش المعلومات بطريقة تجعلها مفيدة للمسترشد وتشجعه على ان يتلقى المعلومات ويستفيد منها.
*- على المرشد أن يقدم المعلومات بطريقة موضوعية وألا يتجنب الحقائق لمجرد انها مؤلمة.
*- على المرشد أن لا يقدم كمية كبيرة من المعلومات مرة واحدة في الجلسة، لأن المسترشد طاقة لتلقي المعلومات.
*- تختلف المعلومات المقدمة في العمق وتختلف تبعاً لذلك ردة الفعل الانفعالية للمسترشد تجاهها، وكذلك على المرشد أن يعي ذلك عند تقديم المعلومات.
*- يمكن استخدام الورقة والقلم في تقديم المعلومات أو بعض الرسوم، أو لتحديد المعلومات الهامة، وكذلك يمكن للمسترشد استخدام الورقة والقلم.
• خطوات تقديم المعلومات.
إذا أراد المرشد ان يقدم معلومات للمسترشد عليه ان:
1- يقدر المعلومات التي يحتاجها المسترشد بالنسبة للمشكلة التي لديه.
2-تحديد أكثر الجوانب أهمية ليتم شملها في عرض المعلومات.
3-تحديد كيفية ترتيب المعلومات بطريقة متسلسلة لتسهل فهم المسترشد.
4- تقدير التأثير الانفعالي الذي يمكن ان تحدثه المعلومات.
5- تقدير مدى فاعلية المعلومات المقدمة من خلال معرفة ردة فعل المسترشد تجاهها.
4-التفسير:
هو استجابة تركز علي فهم رسالة المرسل من خلال الوصول الي عمق العناصر الضمنية في الرسالة.
مثال علي التفسير:
المسترشد: أشعر أنني صادق في مشاعري نحو زوجتي لما أكنه لها من حب واحترام بينما أسيئ معاملتها كل يوم
المسترشد:يبدو لي انك تشعر بالذنب تجاه سوء معاملتك لزوجتك وذلك قد يكون لفرط حساسيتك أو لفرط عصبيتك بالرغم من حبك الشديد لها.هل ما أقوله صحيحا؟
5-المواجهة:
فنية تستخدم في كشف التناقضات بين ما يقوله الفرد وبين ما يفعله مما يجعله أكثر قدرة علي رؤية نفسه وسلوكه كما يراه الآخرين لا كما يراه هو ،وذلك بكسر الحواجز وتحطيم الحيل الدفاعية.
مثال1:
المسترشد:أشعر بأني حزين لأني تركت زوجتي وابني الرضيع في المنزل والتحقت بالسكن الجامعي وذلك لدراسة دبلوم التوجيه المهني.
المرشد:أري ابتسامة علي وجهك بالرغم من قولك انك حزنت كثيرا عندما تركت ابنك وزوجتك في المنزل لتعيش في السكن الداخلي.
مثال2:
المسترشد:الحمد لله لقد تمكنت من الاقلاع عن التدخين.
المرشد:تقول أنك أقلعت عن التدخين بينما وجد مدير المدرسة علبة سجائر في يدك أثناء الفسحة اليوم ، كيف تفسر ذلك؟
5-الفورية:
هي استجابة تصف المشاعر أو تعبر عن المشكلة كما تحدث في الوقت الحالي
مثال1:
المسترشد:أشعر بأن قمة الإنجاز لي كأم هو أن أجلس في بيتي مع أطفالي وأقوم بتدريسهم ورعاية جوانب التفوق فيهم ،ثم تضيف: أشعر بأن حياتي فارغة ولا أستطيع أن أعرف ماهو الجانب الذي أستطيع أن أشعر بوجودي من خلاله.
المرشدة:لقد ذكرتي أنك تشعرين بالإنجاز الكبير مع أبنائك ،وفي نفس الوقت تشكين من الفراغ وعدم معرفتك للجانب الذي تشعرين بوجودك من خلاله .
6- كشف الذات:
إظهار مقصود للمعلومات يقوم به أحد الطرفين عن جوانب معينة في حياته بغية مساعدة الطرف الآخر علي أن يحذو حذوه للكشف عن ذاته .
المسترشد:المعلم غير عادل فهو نادر ما يشاهدني عندما أرفع يدي للمشاركة انني أكرهه ولا أعرف كيف أتصرف معه لينتبه لي.
المرشد:هناك أوقات كثيرة عندما كنت طالبا شعرت أنا نفسي بأن بعض المعلمين غير عادلين ، ولذلك أنا أشعر بما تشعر ،ولكنني ذهبت الي المعلم وتحدثت معه بصراحة عن مشاعري وكان جدا متفهما ومقدرا لصراحتي.
التغذية الراجعة: Feedback
يقصد بالتغذية الراجعة تقديم المعلومات من المتحدث والسامع حول الأفعال والأقوال التي تتم أثناء عملية اتصالية محدودة.
وهي إعطاء المسترشد، أو الطالب، أو الفرد الذي تتحدث معه معلومات حول أداء مهمة معينة، والهدف هو ليس إطلاق الأحكام على أدائه، وانما تزويده بمعلومات وتوجيه دعم له على ما انجز، وما يمكن ان ينجز، والهدف هو فهم وملاحظة ما تم انجازه بنجاح ومن ثم إدراك وتصحيح أية مشاكل تحدث لدى الفرد، أو الطالب أثناء الانجاز. وهكذا ترى ان التغذية الراجعة تساعد الفرد في تحسين أدائه، أو انجازه للمهمات، وكذلك تمكنهم من معرفة التقاط الإيجابية في العمل والتقاط السلبية من أجل تصحيحها.
والتغذية الراجعة أيضاً هي إخبار شخص ما كيف أثرت كلماته و/أو أفعاله عليك، وهي بذلك توفر فرصة للأفراد لفهم انفسهم، وتمنحهم فرصة التغيير إذا أرادوا ذلك.
شروط تقديم التغذية الراجعة:
يجب أن لا يتم تقديم التغذية الراجعة بكثرة حتى لا تمثل تهديداً بالنسبة للأفراد،أو الطلاب.
وحتى تكون نتائج التغذية الراجعة فعالة لابد من مراعاة الشروط التالية:
وجود درجة معينة من الدافعية لدى مستقبل التغذية الراجعة.
ان تحتوي التغذية الراجعة على معلومات وان لا تكون هذه المعلومات كثيرة أو مبالغ فيها.
ان تساعد المسترشد على تطبيق بدائل مقترحة
مثال1:
طالبة طورت سلوكا عدوانيا خلال حصص التربية الرياضية .لم تكن في السابق كذلك وكأنها عندما تخرج للملعب تصبح شخصا آخر ،لقد كانت لطيفة ومتعاونة ،والآن أصبحت قاسية وصوتها عالي وتسخر من زميلاتها ،لقد أصبح من المخجل اللعب معها.
المرشد/الاستجابة :
لقد بدأتي تتصرفين بطريقة غريبة لا تتناسب مع شخصيتك ،ويبدو أن هناك ظروف قاهرة تدفعك الي ذلك السلوك لأنك لم تكوني في السابق كذلك ، أنت تعلمين أن سلوكك أصبح قاسيا ومنفرا .أنا واثقه تماما انك ستلتزمين في حصص التربية الرياضية بالسلوك المناسب ومعاملة زميلاتك بلطف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق